على حافة المجاعة.. تقرير أممي: 61% من الأسر اليمنية تكافح من أجل الطعام
على حافة المجاعة.. تقرير أممي: 61% من الأسر اليمنية تكافح من أجل الطعام
كشف تقرير برنامج الغذاء العالمي لشهر نوفمبر 2025 عن استمرار الأزمة الإنسانية الحادة في اليمن، حيث واجه 61% من الأسر صعوبة في تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية، ويؤكد التقرير أن الأمن الغذائي لا يزال في حالة حرجة رغم الجهود الإنسانية والموسم الزراعي المستمر، ما يعكس هشاشة الوضع وتأثره بالنزاعات المستمرة وعوامل اقتصادية متعددة.
وأوضح التقرير الأممي أن أعلى معدلات الحرمان الغذائي الشديد سجلت في محافظات البيضاء بنسبة 52%، الضالع 51%، ريمة 47%، الجوف 46%، حجة 45%، أبين 42%، والحديدة 41%، ويشير التقرير إلى أن نقص الغذاء كان أكثر انتشاراً في المناطق الواقعة ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها دولياً بنسبة 63% مقابل 60% في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، على الرغم من موسم الحصاد وانخفاض حدة النزاعات جزئياً، واستمرار وصول المساعدات الغذائية، وتراجع أسعار المواد الأساسية، وصرف رواتب بعض القطاعات وفقاً لما أورده موقع "المصدر أون لاين" السبت.
وأكد التقرير استمرار تأثير الحرمان الغذائي الشديد على 35% من الأسر اليمنية، وهي نفس النسبة المسجلة في أكتوبر 2025، وتشير البيانات إلى زيادة سنوية بنسبة 6% في مناطق الحوثيين، مقابل انخفاض بنسبة 8% في مناطق الحكومة، ويعكس هذا استمرار تدهور الوضع الغذائي وارتفاع معدلات سوء التغذية بين النازحين والأسر الأكثر ضعفاً.
تفاقم الوضع بين النازحين
وأشار برنامج الغذاء العالمي إلى تفاقم الوضع بين النازحين داخلياً والأسر التي تعيلها نساء، حيث أفاد ما يقرب من خُمس الأسر النازحة (19%) بأن فرداً واحداً على الأقل قضى يوماً كاملاً دون طعام، مقارنة بنسبة 9% بين السكان غير النازحين، كما سجلت الأسر التي تعيلها نساء نسبة 17% تعرض أحد أفرادها لليوم الكامل بدون طعام، مقابل 12% في الأسر التي يعيلها رجال، ما يوضح تفاقم هشاشة هذه الفئات.
وأشار التقرير إلى أن معدل انتشار نقص الغذاء في اليمن بلغ ذروته التاريخية خلال عام 2025، مؤكداً أن جميع المصادر الموثوقة، ومنها التصنيف المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وشبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET)، ومؤشر بؤر الجوع، ومؤشر الجوع العالمي، تصنف اليمن على أنها الدولة الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم.
وتواجه الأسر اليمنية تحديات معيشية يومية مع نقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وضعف البنية التحتية والخدمات الصحية، وتتعرض العائلات بشكل خاص للحرمان الغذائي في ظل محدودية وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق النائية والمتضررة من النزاع، وتواجه الأسر التي تعتمد على النساء في إعالتها ضغوطاً مضاعفة، إذ تتحمل النساء مسؤولية توفير الغذاء والرعاية الصحية والتعليم لأطفالهن ضمن ظروف صعبة للغاية.
رغم الجهود المتواصلة لبرنامج الغذاء العالمي والمنظمات الإنسانية الأخرى، يبقى الوصول إلى الفئات الأكثر هشاشة محدوداً بسبب القيود الأمنية والنزاعات المستمرة، كما تؤثر العوامل الاقتصادية في قدرة الأسر على شراء الغذاء، إذ يؤدي انخفاض قيمة العملة وارتفاع الأسعار إلى زيادة نسبة الفقر والجوع.
الفئات الأكثر ضعفاً
يشدد برنامج الغذاء العالمي على ضرورة تكثيف الاستجابة الإنسانية، مع التركيز على الأسر النازحة والأمهات اللواتي يتحملن عبء إعالة الأسرة، كما تدعو الوكالات الإنسانية إلى تعزيز برامج التغذية الطارئة والوقائية، وتأمين وصول الغذاء والمياه والخدمات الأساسية إلى المناطق المعزولة أو التي يصعب الوصول إليها.
يعد اليمن إحدى أكثر الدول تضرراً من انعدام الأمن الغذائي في العالم نتيجة صراع طويل أدى إلى تدمير البنية التحتية، ونزوح ملايين الأشخاص، وتدهور الاقتصاد المحلي. منذ اندلاع الحرب في 2014، شهدت البلاد انهياراً واسعاً في الخدمات الأساسية، ومنها المياه والصحة والتعليم.
وقد أظهر التصنيف المتكامل للأمن الغذائي عدة مرات أن ملايين اليمنيين يعانون من الجوع المزمن وسوء التغذية، مع ارتفاع معدلات الفقر بين النازحين والأسر التي تعيلها النساء، ورغم تقديم المساعدات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، يبقى الوصول إلى بعض المناطق محدوداً بسبب النزاع المستمر والمخاطر الأمنية، ما يجعل الحاجة إلى تدخل عاجل واستراتيجي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لضمان استمرار الحياة الأساسية لملايين اليمنيين.











